لم أعرف مصدر تلك الدماء المُلطخة لقميصي التي لمحتها لتوّي وأنا أهرع بين هؤلاء، ربما كانت تلك مجرد خيالات غزلها رأسي، لكن لِمَ أشعر بسخونة تلك الدماء على جسدي! لا أعرف! كما أنني لا أعرف إن كنت نمت تلك الليلة، وكان هذا مجرد حلم، أم كانت تلك مجرد خيالات في رأسي الذي عبثت به قطرات الماء الساقطة من سقف الردهة أمس؟ كم تمنيت أن يكون الأمر كذلك؛ كانت قطرات الماء تنقر رأسي في انتظام لأول مرة؛ ولأول مرة أستسلم لموقع نومي تحتها، ولم أحاول إزاحة أجساد إخوتي لأبعد رأسي عنها، مياه ملابس الجيران المنشورة بعدما اختلطت برائحة روث دجاجهم الذي يسكن فوقنا، لا أعرف مَن مِن إخوتي كان يقع مكان نومه تحت هذا المكان البغيض في الردهة! لأول مرة أكون مستيقظاً في هذا الجزء من النهار، وأنا أراقب بنصف عيني أبي وهو يناول أختي سيدة المليم لتشتري نصف رطل الحليب،